إذا بُلْتُ في الخلاء ثم أردتُ الاستنجاء يجب أوَّلًا الاستبراء، بمعنى إخراج بقية البول، ولكنني عندما أستبرئ أظلُّ أستبرئ حتى الصَّباح، فماذا أفعل؟ ومتى أفرغ من الاستنجاء أو الاستجمار؟ وهل إذا استجمرتُ مرةً بمنديل يجوز لي أن أستجمر بالمحلِّ النَّظيف الذي لم أستعمله، أو أن المنديل تنجَّس؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الدِّين يُسْرٌ، ولن يُشادَّ الدِّين أحدٌ إلا غَلَبه(1)، فارفق بنفسك ولا تُبغِّض إليها عبادة ربِّك، لم يتعبدك الله جلَّ وعلا بأن تبقى إلى الصباح تستبرئ من بولك، بل تعبَّدك في حدود وسعك وطاقتك، وذلك بأن تبذل جهدك بالقدر الذي يغلب على ظنِّك أنك قد استفرغت البول وطهرت الموضع.
ولا يتنجَّس من المنديل إلا الموضع الذي أصابته النَّجاسة، أما بقيتُه فيبقى طاهرًا؛ فيمكنك استعماله من الجهة الطَّاهرة. بارك الله فيك، وزادك حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_____________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «الدين يسر» حديث (39) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .