هل يمكنني قراءة القرآن بغير وضوء؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في قراءة القرآن بغير وضوء، وإن كان التهيؤ لقراءته بالوضوء أفضل وأكمل، ولكن الحرج في مَسِّ المصحف بغير وضوء؛ فإن الجمهور(1) على عدم جوازه؛ لحديث: «أَلَّا يَمَسَّ القُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ»(2). زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.
___________________
(1) وجاء في «بدائع الصنائع» (1/33) من كتب الحنفية (لا يجوز للمحدث أداء الصلاة لفقد شرط جوازها وهو الوضوء قال لا صلاة إلا بوضوء ولا مس المصحف من غير غلاف عندنا).
وجاء في «شرح مختصر خليل» (1/160) من كتب المالكية (كما يمنع الحدث مس المصحف يمنع ما في حكمه كمسه بعود أو تقليب أوراقه به وكذا يمنع من حمله بعلاقة أو وسادة).
وجاء في «مواهب الجليل» (1/441) من كتب المالكية (أن المحدث يمنع من مس المصحف هذا مذهب الجمهور).
وجاء في «المجموع» (2/65) من كتب الشافعية (ومن أحدث حرمت عليه الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يقبل الله صلاة بغير طهور) ويحرم عليه الطواف لقوله صلي الله عليه وسلم (الطواف بالبيت صلاة الا أن الله أباح فيه الكلام) ويحرم عليه مس المصحف لقوله تعالى (لا يمسه الا المطهرون) ولما روى حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تمس القرآن الا وأنت طاهر)).
وجاء في «كشاف القناع» (1/134) من كتب الحنابلة (قوله: (ويحرم عليه) أي المحدث (مس المصحف وبعضه) لقوله تعالى {لا يمسه إلا المطهرون} أي لا يمس القرآن وهو خبر بمعنى النهي).
(2) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (3/ 552) حديث (6051) ، والطبراني في «الأوسط» (3/ 326 – 327) حديث (3301) ، والدارقطني في «سننه» (1/ 122) حديث (6) ، من حديث عمرو بن حزم رضي الله عنه، وقال الحاكم: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».