أنا شابٌّ وقعت في العادة السرية قبل أذان الفجر بعشر دقائق، وقد خرج السَّائل قبل الأذان بمدة، وقد اغتسلت غسل الجنابة ونويت الصيام قبل الأذان، ولكن بعد الأذان يخرج مني بقايا السَّائل المنوي وهي قطرة بسيطة من غير قصد، وذلك بعد أذان الفجر. فهل صيامي باطل أم ماذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فينبغي عليك أن تجتهد- بارك اللهُ فيك- في الإقلاع عن العادة السرية، وأن تعجل بالزَّواج ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، فقد قال ربُّك جلَّ وعلا: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾ [المؤمنون: 5- 7].
فكلُّ استفراغ للشهوة في غير هذا السَّبيل المذكور في الآية فأصحابه من العادين، وقال تعالى: ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 33]، وقال نبيك ﷺ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْفَظُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(1).
واعلم أن الصَّوْمَ يُفسده الاستمناء نهارًا، أمَّا خروج المنيِّ المتبقِّي في الموضع من غير قصد منك فلا أثر له في إفساد الصوم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «من لم يستطع الباءة فليصم» حديث (5066)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مُؤنَهُ» حديث (1400) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .