ما حكم عدم غسل الأرجل أثناء الوضوء بسبب البَرد والجوارب وضيق الوقت؟ هل الضوء جائز بدون غسل الأرجل؟ جزاك الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كان المقصود الاستعاضة عن غسل الأرجل بالمسح على الخفين أو الجوربين فهذا مشروع، إذا لبس الجورب أو الخُفَّ على طهارة، وكان ساترًا لمحل الفرض. وتبقى هذه الرخصة للمقيم يومًا وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن. ويبدأ حساب المدة من أول مَسحةٍ بعد الحدث.
أما إذا كان المقصود تركُ غسل الأرجل والمسح على الخفين جميعًا فهذا الوضوء باطلٌ لا يصحُّ؛ لأن غسل الرجلين إلى الكعبين من فرائض الوضوء كما هو صريح آية المائدة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6]. والله تعالى أعلى وأعلم.