تجديد الماء لمسح الأذنين

شخص مقطوع اليد، فكيف يمسح رأسه وأذنيه؟ وهل يمسح باليد السليمة على رأسه وأذنيه الاثنتين بنفس الماء، أم يأخذ ماء جديدًا للأذن الثانية؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن مقطوع اليد يتقي الله ما استطاع، فيمسح بيده السليمة على رأسه، ويجزئه ذلك إن شاء الله.
أما تجديد الماء لمسح الأذنين فهو سنَّة من سنن الوضوء عند الشافعية(1) والمالكية(2)، وأما عند الحنفية فإنه إذا لم يجدد الماء لمسح الأذنين وإنما مسح بما بقي بعد مسح الرأس فإنه يكون مقيمًا للسنة آتيًا بها، ومع ذلك قال الحنفية(3) بأولوية تجديد الماء لمسح الأذنين؛ خروجًا من خلاف الشافعية وغيرهم في ذلك.
والذي يظهر أنه إن أراد إصابة السنة جدَّد الماء لمسح الأذن الثانية لكي تمسح كل أذن بماء جديد قياسًا على السليم؛ ولأن هذا في وُسعه وطاقته. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في «الغرر البهية» (1/110-111): «(و) سُنَّ ( مسحه لوجهي الأذنين) بإسكان الذال مخففًا من ضمها أي: ظاهرهما وباطنهما (وللصماخين) أي: خرقيهما لخبر أبي داود بإسناد حسن أو صحيح (أنه صلى الله عليه وسلم مسح في وضوئه برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما وأدخل أصبعيه في صماخي أذنيه)، ( بآنفين ) بالمد أي: بماءين مستأنفين أي: جديدين بأن يكون ماء الأذنين غير ماء الرأس وماء الصماخين غير ماء الرأس والأذنين».

(2) قال الشيخ العدوي في «الشرح الكبير» (1/98): «(و) سادسها (تجديد مائهما) أي: الأذنين فلو مسحهما بلا تجديد ماء لهما كان آتيًا بسنة المسح فقط، وبقي عليه سنة مسح الصماخين إذ هو سنة مستقلة».

(3) جاء في «حاشية ابن عابدين» من كتب الحنفية (1/121-122): «(قوله: وأذنيه) أي: باطنهما بباطن السبابتين، وظاهرهما بباطن الإبهامين. قهستاني (قوله: معًا) أي: فلا تيامن فيهما كما سيذكره (قوله: ولو بمائه) قال في الخلاصة: لو أخذ للأذنين ماء جديدًا فهو حسن، وذكره ملا مسكين رواية عن أبي حنيفة. قال في البحر: فاستفيد منه أن الخلاف بيننا وبين الشافعي في أنه إذا لم يأخذ ماء جديدًا ومسح بالبلة الباقية هل يكون مقيمًا للسنة؟ فعندنا نعم، وعنده لا. أما لو أخذ ماء جديدًا مع بقاء البلة فإنه يكون مقيمًا للسنة اتفاقا. اهـ. وأقره في النهر. أقول: مقتضاه أن مسح الأذنين بماء جديد أولى مراعاة للخلاف؛ ليكون آتيًا بالسنة اتفاقًا».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 الطهارة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend