الغسل عند الدخول في الإسلام

عند إسلام الكافر هل يغتسل أولًا أم ينطق الشهادة؟
ونحن في مساجد كندا يدخل علينا غيرُ مسلمين يريدون أن يُصلُّوا دون الدخول في الإسلام تجربةً، ونحن لا نريد أن نَصُدَّهم، ويكتفوا بالوضوء والصَّلاة معنا على سبيل التجربة فما حكم ذلك؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا يُشترط الغسلُ للدخول في الإسلام، بل يُكتفى بالنُّطق بالشهادتين، واعتقادهما اعتقادًا جازمًا خاليًا من الشك، وإن كان أهلُ العلم قد اختلفوا في الغسل بالنِّسْبة للمسلمين الجُدُد هل هو على سبيل الوجوب أو الاستحباب، والاستحباب هو الرَّاجح، وهو مذهب الحنفية(1) والشافعية(2) وروايةٌ عن أحمد اختارها جماعةٌ من الحنابلة. قال في «الإنصاف»: «وهو أولى»(3).
ويدلُّ على ذلك أن العددَ الكثير والجمَّ الغفير أسلموا، فلو أمر كل من أسلم بالغسل لنُقِل متواترًا أو ظاهرًا، وكذلك بَعَث معاذًا إلى اليمن وقال: «ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»(4)، ولو كان الغسلُ واجبًا لأمرهم به؛ لأنه أولُ واجبات الإسلام.
أما تَرْك من نتألَّف قلوبَهم على الإسلام يشاركون في الصَّلاة إِنْ هم رَغِبوا في ذلك، فلا حرج فيه تألُّفًا لقلوبهم واستمالةً لها على الدخول في الدِّين الحقِّ، على أن يكونوا في مكانٍ بحيث لا يقطعون صفوف المُصلِّين، وقد صدر بذلك قرار لمجمع فقهاء الشَّريعة بأمريكا، يُرجى مراجعتُه على موقع المجمع. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) قال العلامة ابن الهمام في «فتح القدير» (1/64-65): «…وبهما تمت الاغتسالات المفروضة وشرع في المسنونة وهي الأربعة المذكورة، بقي غسل مستحب وهو غسل الكافر إذا أسلم غير جنب، فإن أسلم جنبًا اختلف فيه فقيل: لا يجب؛ لأنهم غير مخاطبين بالفروع ولم يوجد بعد الإسلام جنابة، والأصح وجوبه لبقاء صفة الجنابة السابقة بعد الإسلام، فلا يمكنه أداء المشروط بزوالها إلا به فيفترض».

(2) قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في «أسنى المطالب» (1/265): «(وكذا) يسن (غسل كافر أسلم) و(لم يسبق منه جنابة أو حيض) أو نحوه

(3) «الإنصاف» للمرداوي (1/236).

(4) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الزكاة» باب «وجوب الزكاة» حديث (1395)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام» حديث (19).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 الطهارة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend