وأنا في انتظار دوري للدخول إلى منزل الراقي، ابني أراد التبول- أعزكم الله- فبوَّلتُه في الطريق لأنه لم يصبر؛ لكنه رشَّ كلَّ ملابسه وملابسي بالبول، وبعدها دخلنا إلى الراقي، فسألته هل يجوز لي الدُّخول وملابسنا فيها نجاسة، فقال لي: ادخلي، لكن اقعدا على الكرسيِّ ليس على السجاد؛ لأننا نُصلِّي عليه. ففعلنا ذلك، ورقانا.
هل عليَّ شيء عندما دخلتُ بنجاسةٍ وهو يقرأ كلام الله؟ هل هذا يدخل في كفر أعاذنا الله وإياكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه يَحسُن لمن يقرأ القرآن أو يُقرأ عليه للرقية أن يكون طاهرَ الثوب والبدن، ولكن ذلك مع الذِّكر والقدرة، فمن وقع في مخالفةِ ذلك ناسيًا أو عاجزًا فلا تثريب عليه، وقد بُنيت الشريعة على رفع الحرج، وهذه الطهارة وإن كانت مندوبةً إلا أنها ليست شرطًا في القراءة أو تلقِّي الرُّقية، وليس فيما ذكرت ما يقتضي الكفر ولا الفسوق.
ولا يفوتنا أن نذكرك أن الأولى ترك الاسترقاء عسى أن تكون ممن يدخلون الجنة بغير حساب، وإن ألجئت إلى الاسترقاء فينبغي أن تحرص على أن يكون ذلك من خلال من عُرفوا بسلامة المعتقد واستقامة المنهج من أهل الديانة والصيانة.
زادك الله تعظيمًا لشعائره وحُرُماته، ورزقنا وإياك الفقه في الدين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.