إذا أحسست بشيء في دبري هل يجب عليَّ أن أعتبر أنه ريح؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن المرء إذا توضَّأ ثم شكَّ في الحدث فهو على وضوئه حتى يستيقن من الحدث؛ لأن اليقين لا يزول بالشَّكِّ، ولاسيَّما إذا كان مُبتلًى بالوسوسة، فإن الوسوسة من الشَّيطان يريد أن يُبغِّض بها إلى الإنسان عبادة ربِّه، وقد دلَّت على ذلك الأدلَّة الصَّحيحة الصَّريحة.
منها ما رواه البخاريُّ ومسلم: عن سعِيدِ بنِ الـمُسيَّبِ وعبَّادِ بنِ تميمٍ، عن عمِّهِ: أنه شكا إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم : الرجل الذي يُخيَّلُ إليه أنه يجِدُ الشَّيء في الصلاة، فقال: «لَا يَنْصَرِف حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا»(1).
وروى مسلم عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ أَخَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ أَمْ لَا فَلَا يَخْرُجَنَّ مِنَ الْـمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا»(2). زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_______________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الوضوء» باب «من لا يتوضأ من الشك حتى يستيقن» حديث (137)، ومسلم في كتاب «الحيض» باب «الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك» حديث (361).
(2) أخرجه مسلم في كتاب «الحيض» باب «الدليل على أن من تيقن الطهارة ثم شك في الحدث فله أن يصلي بطهارته تلك» حديث (362).