استخدام المستحضرات المحتوية على مركبات من الخنزير

إذا علمت أن هناك بعضَ الـمُركَّبات الكيماوية في الشامبو والصابون والكِريمات وغيرها من مستحضرات التَّجميل مصنوعةٌ من موادَّ حيوانيَّة؟ هل إذا كان الحيوان خنزىرًا هل يجوز استخدامها؟ وإذا كان لا يجوز هل يجب أن أتَّصل بالشَّركات وأسألهم عما إذا كانوا يستخدمون مركباتٍ من الخنزير أم لا؟ وإذا سألتهم وقالوا لي أنهم يستخدمون المتاحَ لديهم ماذا أفعل؟ وإذا كانت المركبات من البقر هل يجوز استخدامها؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فما تحقَّقتَ أنه يشتمل على مُركَّبات من لحم الخنزير فلا تستعمله احتياطًا وخروجًا من الخلاف، ووَجْه قولنا: إن ذلك على سبيل الاحتياط- أن هناك من يرى أن هذه المركبات تستحيل في أثناء الصُّنع إلى مادَّة أخرى لا علاقة لها بالمادة الأولى الـمحرَّمة، ومع هذه الاستحالة ينتفي التَّحريم، ومن النَّاس من ينازع في ذلك، فصارت في محلِّ الاشتباه، ومن اتَّقى الشُّبُهات فقد استبرأ لعرضه ودينه(1)، ويبقى ما وراء ذلك على أصل الحِلِّ.
والذي يظهر أنه مع عموم البلوى لا يجب سؤال الشَّركات المُنتِجة عن ذلك إلا على سبيل التورع والاحتياط. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «فضل من استبرأ لدينه» حديث (52)، ومسلم في كتاب «المساقاة» باب «أخذ الحلال وترك الشبهات» حديث (1599)، من حديث النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ ب قال: سمعت رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم  يقول: «إِنَّ الْـحَلَالَ بَيِّنٌ، وإن الْـحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الْـحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْـحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 الطهارة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend