إذا استيقظ الإنسانُ فوجد في ثيابه بللًا

إذا استيقظ الرجل من النَّوم فوجد بللًا ولكن لا يعرف إذا كان منيًّا أم لا، فهل يجب عليه أن يغتسل كما قال بعض الفقهاء؟ لأنه صلَّى الفجر البارحة ثم نام على الأرض، فلما استيقظ وجد بللًا ولكن لا يعرف إن كان غيَّر لباسه بعد ذلك أم لا، ولكن بعد ثماني ساعات تقريبًا دخل الخلاء فاستنجى ثم خرج ثم نَظَر إلى لباسه فوجد بللًا ولكن ليس له رائحة، فربما هذا من الاستنجاء، فاغتسلَ. فهل ما فعله صحيحٌ؟ وهل يكون المنيُّ خشنًا في الملابس عندما يَجِفُّ؟ وماذا لو كان الرجلُ ضعيفًا، هل هذا يُقلِّل من خشونة المنيِّ عندما يجف؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإذا استيقظ الإنسانُ فوجد في ثيابه بللًا، فلا يخلو من ثلاث حالات‏:
الحالة الأولى‏:‏ أن يتيقَّن أنه منيٌّ، فيجب عليه حينئذٍ الاغتسال، سواء ذَكَر احتلامًا أم لم يذكر‏.
الحالة الثَّانية‏:‏ أن يتيقَّن أنه ليس بمنيٍّ، فلا يجب عليه الغسلُ في هذه الحالة، ولكن يجب عليه أن يغسل ما أصابه؛ لأن حكمَه حكمُ البول‏.
الحالة الثالثة‏:‏ أن يجهل هل هو منيٌّ أم لا‏؟‏ ففيه تفصيل‏:
أوَّلًا‏:‏ إن ذَكَر أنه احتلم في منامه، فإنه يعتبره منيًّا ويغتسل؛ لحديث أم سلمة ل حين سألتِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم  عن المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل، هل عليها غسل‏؟‏ قال‏:‏ ‏«نَعَمْ، إِذَا هِيَ رَأَتِ الْـمَاءَ»(1)‏‏.‏ فدلَّ هذا على وجوب الغسل على من احتلم ووجد الماء‏.
ثانيًا‏:‏ إذا لم يَرَ شيئًا في منامه؛ فإن كان قد سبق نومَه تفكيرٌ في الجماع جعله مذيًا‏، وإن لم يسبق نومه تفكيرٌ فهذا محلُّ خلاف‏، قيل‏:‏ يجب عليه الغسل احتياطًا. وقيل‏:‏ لا يجب. وهو الصحيح؛ لأن الأصلَ براءةُ الذِّمَّة‏.
والأصل في المنيِّ أنه بعد أن يَجِفَّ يكون خشنًا في الثِّياب، وأيًّا كان الأمر فإن اغتساله على سبيل الاحتياط حسنٌ يخرج به من الخلاف ويتحقَّق به من براءة ذِمَّته. زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الغسل» باب «إذا احتلمت المرأة» حديث (282)، ومسلم في كتاب «الحيض» باب «وجوب الغسل على المرأة بخروج المني منها» حديث (313).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 الطهارة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend