منع الخادم من صيام النافلة لتقصيره في الخدمة المنوطة به وهو صائم

عندي خادمة تريد أن تصوم يومي الإثنين والخميس، وهي إذا صامت لا تركز وتقصر في العمل، وهي أيضًا ضعيفة، وإذا صامت التركيز يقل أكثر، فقلت لها ألا تصوم، فهل علي إثم؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنبدأ بالتذكير بوصيَّة رسول الله عز وجل  بالخَدَم في مثل قوله صلى الله عليه وسلم : «إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَطْعَمُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»(1).
ثم نثنِّي بأن الإعانة على البر والتقوى مما يتقرب به إلى الله عز وجل  ويُبتغى به وجهه، فإعانة الخادم على صيام النافلة عمل حميد، ورِفق نبيل.
ولكن لا يلزم من منعهم من صيام النافلة إثم إذا ترتَّب على ذلك تقصيرهم في واجباتهم الوظيفية المنوطة بهم، ولا ينبغي لهم إن علموا من أنفسهم أنهم يقصرون في واجباتهم المهنية إذا كانوا صائمين أن يصوموا في غير فريضة، فإن قيامهم بعملهم من الواجبات، وصيام النوافل من المستحبات، وأداء الواجبات مُقدَّم على التطوع بالمستحبات، ولكن نرجو أن يتمَّ ذلك برفق، ودونما إثارة من عنف. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «المعاصي من أمر الجاهلية ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك» حديث (30)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «إطعام المملوك مما يأكل وإلباسه مما يلبس ولا يكلفه ما يغلبه» حديث (1661)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 الصيام

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend