ترك صيام شهر رمضان عدة سنوات

ماذا يفعل من ترك صيام شهر رمضان عدة سنوات؟
وما الحكم إذا كان لا يعلم عدد هذه السنوات أو عدد الأيام التي لم يصمها بالتحديد؛ إذ كان يصوم بعض أيام الشهر ويفطر في الباقي؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فنحمد الله أن شرح صدره للتوبة ويسر له أسبابها، ونقول له: إن الله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده من رجل أضل ناقته في صحراء ثم جلس ينتظر الموت، فأخذته سِنة من النوم ثم أفاق فوجدها قائمةً على رأسه، فقال من شدة الفرح: يا رب، أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح(1).
ويبقى أن التكليف إنما يكون في حدود الوُسع والطاقة، ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].
فمن عجز عن اليقين في أمرٍ من أمور التكليف فإنه يعمل بغلبة الظن، فليجتهد هذا التائب الموفق في حساب عدد الأيام التي فاتته بما غلب على ظنه، ويبادر إلى قضائها، ولا يلزم في القضاء التتابع، فيستطيع تفريق هذه الأيام على مدار العام.
أما بالنسبة للفدية التي تجب على من أخَّر القضاء حتى أدركه رمضان آخر، فإنه يُطعم مسكينًا عن كل يوم أفطرَه إلا أن يكون جاهلًا بحرمة تأخير القضاءِ فلا فدية عليه. ونسأل الله له الثبات والتوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «التوبة» باب «في الحض على التوبة والفرح بها» حديث (2747) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 الصيام

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend