تأخير الفطر لاضطراب في وقت أذان المغرب

هناك أحدُ أهل العِلْمِ في منطقتنا قال بأن أذان المغرب في منطقتنا يُؤذَّن به قبل موعده الحقيقيِّ بدقيقتين، مع أننا في بنها على خطِّ طولٍ قبل القاهرة، مما يجعلني غيرَ مقتنعٍ إلى حدٍّ ما بكلامه.
ثم في أثناء شهر رمضان الماضي أصبحتُ في حيرة خوفًا من ضياع الصيام وحرصًا على التعجيل بالفطر، فقلت في نفسي: خُذْ بقاعدة أنك إذا شكَكْتَ في أذان المغرب فلا تُفطِر حتى تتيقَّن؛ فإن الأصلَ هو عدمُ الفطر.
فسِرْتُ على الأمر، ثم حَدَث أن نَسِيتُ في يومين وأفطرت مع الأذان العادي في بلدنا، فماذا أفعل؟ هل أقضي هذين اليومين أم ماذا؟
وما رأي فضيلتكم في موضوع التوقيت هذا؟ علمًا بأنني عندما قلت لهذا الشَّيخ إننا على خط طول قبل القاهرة، قال لي بأن التوقيتَ يُحسب على خطوط الطول والعرض وليس الطول فقط؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأصلَ أنه إذا حَدَث الاضطرابُ في المواقيت أن يأخذَ المسلمُ بالاحتياط؛ لأن دَرْءَ مفسدةِ الإفطار قبل الأذان مُقدَّمٌ على تحصيل فضيلة التعجيل بالفطر، وما حدث منك من نسيانٍ فهو في مقام العفو؛ لأن «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَه، فَإِنَّما أَطْعَمَهُ الله وَسَقَاهُ»(1)، وصومُه صحيح ولا قضاء عليه في أرجح قولي العلماء.
أمَّا عن حقيقة دِقَّة المواقيت المعلنة للصلوات فأرجو أن تسألَ عنها بعضَ أهل العِلْمِ من المقيمين في مصر لعلك تجد عنده علمًا دقيقًا في هذه المسألة.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الصوم» باب «الصائم إذا أكل أو شرب ناسيًا» حديث (1933)، ومسلم في كتاب «الصيام» باب «أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر» حديث (1155).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 الصيام

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend