سألتني إحدى الأخوات: هل الفحص النَّسائي الداخلي ينقض صيامها؟ مما جعلني أذكر شيئًا مماثلًا حدث معي في شهر رمضان المبارك الماضي: أن زوجي قام بإدخال يده في فرجي رغبةً منه في المداعبة وقال لي: ليس فيه شيء من الحرمة ولا تنقض الصِّيام؟
أفيدوني بالله عليكم في أسرع وقت إن كان هناك أي نَقْض للصيام؟ وما هو الحكم في ذلك؛ لأننا نرغب في الذهاب إلى حج بيت الله هذا العام إن شاء الله.
وجزاكم الله عنا خير جزاء، وتقبَّل منا ومنكم صالح الأعمال وباركها. آمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن مجمع الفقه الإسلامي العالمي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي قد بحث قائمةً من المُفطِرات في مجال التداوي، وقرَّر أن ما يدخل المهبل- فرج المرأة- من تحاليل أو غسول، أو منظار مهبلي، أو إصبع للفحص الطبي، فإنه لا يُفطر، ومثله كذلك إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم، فإنه لا يفطر كذلك.
ونُضيف بأن ما فعله الزَّوْج من إدخال إصبعه في مهبل زوجته لا يُفسد صيام المرأة إلا إذا ترتَّب عليه خروج المني وانطفأت به شهوة الزَّوْجة، ولكن يُوصى الزوجان بالابتعاد عن ذلك، فإن من حام حول الحمى يوشك أن يواقعه(1)! والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «فضل من استبرأ لدينه» حديث (52)، ومسلم في كتاب «المساقاة» باب «أخذ الحلال وترك الشبهات» حديث (1599)، من حديث النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ ب قال: سمعت رَسُولَ الله عز وجل يقول: «إِنَّ الْـحَلَالَ بَيِّنٌ، وإن الْـحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الْـحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْـحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ».