أجر المرضع المفطرة من أجل رضيعها

أنا مرضع، وابنتي تعتمد عليَّ كليًّا في كافة شئونها، وأنا معتادةٌ على صيام شهر رمضان ولو على مرضٍ أو حَمْلٍ، وكذلك صيام النوافل؛ وشعبان بالأخص استعدادًا لرمضان، وبدأتُ بالفعل وصمتُ يومًا، وكانت النتيجةُ أن ابنتي استمرَّت في البكاء ليومين والسبب أن حليبي قلَّ بسبب الصوم، فلو حصل وحاولت الصومَ في شهر رمضان وكانت النتيجةُ نفسَ الأمر وأفطرتُ فهل سيكون لي نفس الأجر والثواب؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأرجو إن كان إفطارُك بسبب الرضاعة أن يكتب الله لك أجرَ الصوم الذي كان دأبُكِ المحافظةَ عليه دومًا حتى في أيام المرض والحمل؛ لأن العبدَ إذا تخلَّف عن عبادة من العبادات بسبب عذرٍ شرعيٍّ فإن الله يكتب له من الأجر ما كان يفعله وهو صحيح مقيم بلا عذرٍ(1)، وهو جلَّ وعلا أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين؛ فَطِيبِي نفسًا وقَرِّي عينًا، وأْمَلي في ربِّكِ خيرًا. زادكِ اللهُ حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) فقد أخرج أحمد في «مسنده» (2/194) حديث (6825)، والحاكم في «مستدركه» (1/499) حديث (1287) من حديث عبد الله بن عمرو ب، أن النبي ﷺ قال: «مَا أَحَدٌ مِنَ الْـمُسْلِمِينَ يُبْتَلَى بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللهُ عز وجل  الْـحَفَظَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَهُوَ صَحِيحٌ مَا دَامَ مَحْبُوسًا فِي وَثَاقِي». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (2/303) وقال: «رجال أحمد رجال الصحيح».

وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «نزول النبي ﷺ الحجر» حديث (4423) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، وأخرجه مسلم في كتاب «الإمارة» باب «ثواب من حبسه عن الغزو مرض أو عذر آخر» حديث (1911) من حديث جابر بن عبد الله ب؛ أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ بِالْـمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ؛ حَبَسَهُمُ العُذْرُ»، فيمن تخلف عن الجهاد لعذر.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 الصيام

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend