أسأل الله لك يا دكتور صلاح بركةً في العمل.

هناك رجل كبير في السن يأتي المسجد ورائحته كريهة جدًّا، لا يستنجي من الغائط، والرائحة قوية جدًّا، ولا فائدة في الكلام معه، فكيف نتصرَّف؟ وهل يجوز له عدم حضور الجماعة؟ وهل لنا أن نمنعه بالقوة؟ أفيدونا أفادكم الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الجاهل يُعلَّم، ويكون تعليمه برفقٍ، فإن اللهَ يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف(1)، وكونه لا يستنجي من الغائط مشكلة كبرى تتعلق بصحة طهارته وصحة صلاته، وقد علمت عذاب من كان لا يستبرئ من بوله(2)، والغائط أشدُّ، فاصبروا عليه وارفقوا به وادعوا الله له، فإن أهل الإسلام أعرف النَّاس بالحق، وأرحم النَّاس بالخلق، فإن أبى وعاند- وأرجو ألا يفعل- فلكلِّ حادثٍ حديث. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) ففي الحديث الذي أخرجه مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «فضل الرفق» حديث (2593) من حديث عائشة ل: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ» .
(2) ففي الحديث الذي أخرجه النسائي في كتاب «الجنائز» باب «وضع الجريدة على القبر» حديث (2068) من حديث ابن عباس ب قال: مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم  بحائط من حيطان مكة أو المدينة سمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» ثم قال: «بَلَى؛ كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَبْرِئُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الْآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»، وذكره الألباني في «صحيح سنن النسائي» (2068).