زوجي يعمل في مدينة بعيدة عن المدينة المقيمين فيها بثمانين كيلو مترًا، وهو يعمل طيلة السنة، إلا في العطل، فهو يسافر يوميًّا، فتحضره صلاة الظهر والعصر وأحيانًا صلاة المغرب. فهل يصليهما صلاة القصر؟ جزاك الله عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن هذه المسافة قد اتفق على كونها تعد سفرًا من حيث المسافة، ولكن بقي اعتبار آخر: هل يعد ذلك في العرف سفرًا أم لا؟ ذلك أنه أحيانًا يمتد العمران في المدينة الواحدة وتتسع أرجاؤها، وتبلغ المسافة بين بعض نواحيها هذا المبلغ، فمن سافر من طرف من أطراف المدينة إلى طرفها الآخر لا يعد في العرف مسافرًا، فإذا انتفى هذا المعنى وكان الأمر كما تذكرين من كونه ينتقل من مدينة إلى مدينة أخرى، فإن له أن يقصر، ولا يضره كونه يسافر يوميًّا؛ فإن تكرار السفر على هذا النحو يجعله أدخل في باب المشقة وأولى بالترخص والتوسعة. والله تعالى أعلى وأعلم.