شيخنا الفاضل، كل عام أنتم بخير. وفَّقكم الله لما يُحِبُّه ويرضاه، ورزقكم فردوسه الأعلى دون سابقة عذاب أو مناقشة حساب، برفقة نبيِّه عليه الصلاة والسَّلام. أما بعد:
في صلاة العيد تأخَّر بعضُ المُصلِّين ولحقوا الإمام في الركوع للركعة الثَّانية، وبعد أن سلَّم الإمام أتوا بالرَّكعة. فهل يُكبِّرون بعدد ركعات الأولى أم الثَّانية؟ وهل لو أخطئوا في عدد التكبيرات جازت الصلاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن مَن فاته شيء من صلاته مع الإمام يُتِمُّ لنفسه بعد ذلك، ومعنى الإتمام أن يعتبر ما أدركه مع إمامه هو أوَّل صلاته، ثم يُكمل بعد ذلك؛ لحديث: «فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا»(1).
ومن ثم فعلى من فاتته الرَّكعة الأولى من صلاة العيد أن يقوم إلى قضائها بعد سلام الإمام، ولا يُكبر إلا خمس تكبيرات زوائد عن تكبيرة القيام إلى الرَّكعة الثَّانية؛ لأن هذه هي سُنة التكبير في الرَّكعة الثَّانية. ولا تأثير للخطأ في عدد التكبيرات على صحة الصلاة، وإنما يسجد للسَّهو. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم (635).