صلاة أربع ركعات تطوع متصلة في الليل والنهار

شيخنا الحبيب، بارك اللهُ فيك وفي عمرك وعلمك وأعلى الله قدرك، وإنني أُحبُّك في الله.
شيخنا لي سؤال: أُريد من حضرتك أن تُبيِّن لي بالنِّسبة لمسألة صلاة الأربع ركعاتٍ مُتَّصلةً بالليل وبالنهار، وأقوال العُلَماء، وهل لو صليت أربع ركعاتٍ مُتَّصلات، هل أقول التَّشهُّد الأوسط بين الركعتين؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد:
فلا شكَّ أن الأَوْلى في صلاة السُّنَن بالليل والنَّهار أن تكون مَثْنَى مَثْنَى، فقد كان هذا غالب هديه صلى الله عليه وسلم، ويتأكَّد ذلك في صلاة اللَّيْل؛ لحديث: «صَلَاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى»، وقد ورد بلفظ: «صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى».
ولكن إن صلَّى بالنَّهار أربعًا سردًا فلا بأس؛ لورود ذلك عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم كان يُصلِّي أربع ركعاتٍ بعد الزَّوال، لا يُسلِّم إلا في آخرهن، وقال: «إِنَّهَا تُفَتَّحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ». وعند أبي داود: عن أبي أيوب، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعٌ قَبْلَ الظُّهْرِ لَيْسَ فِيهِنَّ تَسْلِيمٌ تُفَتَّحُ لَـهُنَّ أَبْوَابُ السَّمَاءِ».
وقال ابنُ قُدَامة: «والصَّحيح أنه إنْ تَطوَّع في النَّهار بأربعٍ فلا بأس، فَعَل ذلك ابن عمر، وكان إسحاق يقول: صلاة النَّهار أخْتَار أربعًا». هذا والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend