ترك المسجد أثناء خطبة الجمعة والصلاة في مسجد آخر

صليت الجمعة الماضية وكان الأمام يخطب عن سيدنا سليمان، وأنه عُلِّم منطق الطير، وكانت مصر في هذه الأيام وبالأخص في هذا اليوم تموج بالفتن، مما غاظني جدًّا فقمت وأخذتُ حذائي وذهبت إلى مسجد آخر لأني لو بقيت والله لكنت ضربت هذا الإمام الذي يستخفُّ بعقول الناس، فهل عليَّ شيء لمغادرتي المسجد وأن أذهب لمسجد آخر؟ وما نصيحتكم في هذه الأيام للأئمة؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فقد كان ينبغي لك أن تكظم غيظك وأن تُتم صلاتك، فلَمْ يأتِ الرجلُ بما يُبطل جمعته، وإن كان قد انفصل عن قضايا أمته الراهنة، ومثل هذا على كلِّ حالٍ لا يوجب بطلان صلاة، ولا يسوغ مفارقة المسجد، وقد كان خيرًا لك أن تبقى لتنصح له وتبرئ ذمتك بمثل هذه النصيحة.
واعتبر في هذا بحالي؛ لو جاءني على موقعي هذا سؤالٌ لا علاقة له بالأحداث الجارية، هل يسعني ألا أجيب عنه بدعوى أنه لا علاقة له بأوجاعنا الراهنة؟ أم يلزمني إجابته باعتبار ذلك جزءًا من البلاغ الواجب للدين؟! والمثالان وإن كان بينهم فارق إلا أن أصل الفكرة واحدة. ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
ونصيحتي للأئمة أن لا ينفصلوا عن هموم أمتهم ومجتمعاتهم فيما يقدمونه لها من باقات دعوية، وأن يقدروا أمانة البلاغ قدرها، ليكونوا أهلًا لما شرفهم الله تعالى به من قيادة سفينة الأمة لا سيما في أوقات الفتن، والإبحار بها إلى مرفأ النجاة! ونسأل الله لنا ولهم التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend