يقصر النهار عندنا في فصل الشتاء حتى تتقارب أوقات الصلاة بشكل كبير، والمسجد المجاور لنا– ككثير من المساجد في بريطانيا- يؤخر صلاة الظهر إلى قبيل صلاة العصر مما يوقعنا في حرج كبير لاسيما وأنني جار للمسجد وأعلم وجوب الصلاة في المسجد. وللتفصيل، فوقت صلاة الظهر يدخل- مثلًا اليوم 15 نوفمبر- 11.47 بينما تقام الصلاة في المسجد الساعة 1.15، ويدخل وقت العصر 1.51 ويتناقص الوقت إلى أن يصل إلى 1.38 بينما وقت إقامة صلاة الظهر لا زالت كما هي. فهل يجوز والحالة هذه أن أصلي الظهر في البيت مع زوجتي؟ وإذا كان الرد بالإيجاب فأرجو ذكر الأدلة التي تؤيد ذلك. بارك الله فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
تأخير الصلاة على هذا النحو فيه جفاء، وفي مثل ذلك يقال: انصح لقومك بالمبادرة إلى الصلاة في أول وقتها، فإن قبلوا فالحمد لله وإن لم يقبلوا فأدِّ الصلاةَ لوقتها وهي الفريضة واجعل صلاتَك مع الجماعة نافلة.
فقد ثبت تواترًا أنه صلى اللَّه عليه وآله وسلم أخبر بأنه يكون على الأمة أُمراء يُميتون الصلاة ميتةَ الأبدانِ ويصلونها لغير وقتها، فقالوا: يا رسول الله، بم تأمرنا؟ فقال: «صَلُّوا الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا وَاجْعَلُوا صَلَاتَكُمْ مَعَ الْقَوْمِ نَافِلَةً»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم (648).