جدٌ واحد صغير يستوعب المصلين الوافدين إليه في أيام الأسبوع إلا يوم الجمعة؛ ففيه يضطر المسلمون في هذه المنطقة إلى استئجار أماكن لإقامة صلاة الجمعة في أماكن متعددة في نفس المدينة لاستيعاب المصلين ولتخفيف الضغط عن المسجد.
وللأسف الشديد؛ إدارة هذا المسجد من الأحناف الديوبنديين المتشددين في المذهب الحنفي والصوفي، وتنتشر بينهم كثيرٌ من البدع الصوفية، ولا يسمحون لمخالفيهم بإقامة الدروس والمحاضرات العامة في المسجد.
مع العلم أننا قد حاولنا معهم مرارًا وتكرارًا، مع المحبة والتودد والتقرب إليهم، للسماح لنا بنشاطات تتوافق مع منهج السلف الصالح.
سؤالي هو: هل يجوز لبعض الإخوة المحبين للسنة والداعين إليها افتتاح مسجد آخر في نفس المنطقة؟ والحاجة ملحة جدًّا إلى تعليم الناس ونشر السنة بينهم أكثر من حاجتنا إلى المسجد الثاني للصلوات الخمس، ولا يتم هذا إلا بإنشاء مسجد آخر.
علمًا بأنه وفي جميع الأحوال جار التشاور في افتتاح مسجد آخر لتخفيف الضغط عن المسجد الأول من خلال إدارة المسجد الأول أنفسهم، مع الإشارة إلى أن الإخوة في المسجد الحالي لن يكونوا سعداء بالمسجد الآخر. هل هذا يعتبر تفريقًا بين المسلمين؟
جزاكم الله خيرًا، إن هناك عددًا لا بأس به من أفراد الجالية المسلمة في المنطقة لا يرتضون هذا الاتجاه المتعصب.
في منطقتنا في ولاية واشنطن كثيرٌ من المسلمين والحمد لله، ومدينتنا هذه مترامية الأطراف، وللمسلمين فيها مسبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فألتقط النقطة الأخيرة في سؤالك، وهو ما ذكرته من أنه يجري التشاور حاليًّا لافتتاح مسجد آخر لتخفيف الضغط عن المسجد الأول من خلال إدارة المسجد الأول أنفسهم.
وأقول: لماذا لا نبني على هذه النقطة، ويكون إنشاء المسجد الجديد بالتنسيق مع القائمين على المسجد السابق؛ تألفًا لقلوبهم، وإزالةً للوحشة من نفوسهم، ودفعًا للقيل والقال؟!
إن التنسيق ينفي هذا المحذور الذي أشرت إليه، وهو الاتهام بتفريق جماعة المسلمين، ولاسيما بالنسبة للمغتربين خارج ديار المسلمين ويعيشون بين بحرٍ لُجِّيٍّ من غير المسلمين.
فاجتهدوا في التنسيق ما استطعتم.
بارك الله فيكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.