أنا عندي وسواس قهري، الحمد لله رب العالمين على كل حال، وعندما أدخل في الصلاة يشرد ذهني في بعض الأمور، ثم أنتبه في صلاتي، فتأتي وساوسي وشكوكي إذا كنت قرأت الفاتحة أم لا؟ وإن كنت قد قرأتها هل ذكرت البسملة أم لا؟ وهل قلت ذكر السجود أم لا؟… إلخ، فهل هذا شك معتبر يجب عليه سجود السهو؟
ومسألة أخرى: هل إذا شككت في البسملة في الفاتحة، ثم غلب على ظني قولها، ثم سلمت وسجدت سهوًا ولم أنبه المأموم الذي كان ورائي بأن يسجد معي عمدًا؛ لأني انطوائي لا أستطيع مواجهة الناس بالنصيحة، ولأني قلت: لو تركتها لا تؤثر في صلاته. وتركته يمشي، هل بهذا تكون صلاته باطلة وأتحمل أنا وزر وبطلان صلاته لأني لم أقل له أن يسجد كما سجدت؟ أم لا شيء عليَّ؟ لأن من ترك سجود السهو الذي محله بعد السجود ليس عليه شيء كما قال البُهوتي في الروض: «فلا تبطل (أي الصلاة) بتعمد ترك سجودٍ مسنون ولا واجبٍ محل أفضليته بعد السلام، وهو ما إذا سلم قبل إتمامها لأنه خارجٌ عنها فلم يؤثر في إبطالها»([1]). انتهى.
أفيدونا يرحمكم الله جل وعلا.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) «الروض المربع» (1/212).
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المشروع في حق من يستنكِحه الشك(1) أن يطرح هذا الشك ولا يلتفت إليه ولا يبني عليه.
وصلاة المأموم الذي ائتم بك ولا علم له بما اعترى صلاتك من عوارض صلاته صحيحة، والسجود المسنون لا تبطل الصلاة –كما ذكرت- بتركه ولو تعمدًا، فارفق بنفسك ولا تبغِّض إليها عبادة ربك، بارك الله فيك وزادك حرصًا وتوفيقًا، ومسح عليك بيمينه الشافية، وجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــ
(1) أي: يغلب عليه الشك. راجع: «المعجم الوسيط» (نكح).