سيدي، أريد أن أسأل: كلما شرعت في الصلاة أو في تلاوة القرآن تبدأ عيناي بذرف الدموع والتثاؤب المتواصل والإحساس بالنعاس، حتى إنني لا أستطيع حتى رؤية الكتابة، وكل هذه الأعراض تتلاشى ما إن أعرضت عن التلاوة أو عن الصلاة، فما سبب ذلك؟ وما هو الحل؟ وشكرًا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فينبغي أن تبدأ أولًا بتنحية الأسباب الموضوعية التي يمكن أن تكون وراء ذلك، كأن تتأكد أنك لست بمجهد عند شروعك في العبادة، وأنك قد أخذت قسطًا وافرًا من النوم والراحة، فإن استبعدت هذا الجانب فراجع سيرتك مع ربك جل وعلا، واعلم أنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يُكشف إلا بتوبة(1)، واعلم كذلك أن الله قد يعاقب على الذنب بالذنب، كما يُثيب على الطاعة بالطاعة، فقد تُصرَف عن الطاعة بسبب ذنب أصبته، وقد يُزين لك الذنب بسبب ذنب قبله تورَّطت فيه ولم تتب منه، ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم(2).
فحاسب نفسك قبل أن تُحاسب، وارجع على نفسك بالملام والتثريب، ولابد أن تجد حلًّا في أحد هذين الجانبين إن شاء الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» (1/124) حديث (727) من قول العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه .
(2) قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: 11].