إننا في المركز الإسلامي بكيبك نبرمج موعظة بعد أربع ركعات في صلاة التراويح، خصوصًا أننا نستضيف بعض المشايخ والأساتذة الأفاضل. هل يجوز ذلك؟ بارك الله فيكم، وجزاكم الله عنا كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الأولى ألا يداوم على ذلك، فإن المداومة عليها لم تكن من هدي السلف الصالح، ولكن قد تكون بعد الفراغ من صلاة التراويح بالكلية في بعض الأحيان، وقد تكون في ثناياها في أحيان أخرى، وقد تترك بالكلية في بعض الليالي حتى لا يكون ذلك على سبيل الاطراد فيلتبس بالسنن التي ينكر على من خالفها.
فقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن ذلك فأجاب: الذي أرى ألا تفعل:

أولًا: أنها ليست من هدي السلف.

ثانيًا: أنَّ بعض الناس قد يحب أن يأتي بالتهجد وينصرف إلى بيته، وفي هذا إعاقة وإملال لهم، وإكراه على هذه الموعظة، والموعظة إذا لم تكن متقبلة فضررها أكثر من نفعها؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم  يتخول أصحابه بالموعظة ولا يُثقل عليهم ويكرر(1). فأرى أن تركها أولى. وإذا أراد الإمام أن يعظ الناس فليجعله في آخر شيء، إذا انتهت الصلاة نهائيًّا؛ حتى يكون الناس باختيارهم إن شاءوا بقوا وإن شاءوا انصرفوا.
وسئل الألباني: هل يجوز لإمام مسجد في صلاة التراويح أن يلقي بين الركعات موعظة؟ فأجاب: يجوز ولا يجوز، إذا كان التنبيه والتحذير والأمر والنهي لأمرٍ عارض فهذا أمر واجب، أما إذا كان يُتَّخذ نظامًا وعادة فهذا خلاف السنة.
ولهذا فإنني أرى ألا يداوم عليها في ثنايا التراويح، خروجًا من خلاف مَن منعها من أهل العلم، بل قد تكون في بعض الليالي في ثناياها، وفي بعضها الآخر بعد الفراغ منها، وقد تُترَك بالكلية في بعض الليالي. والله تعالى أعلى وأعلم.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «العلم» باب «من جعل لأهل العلم أيامًا معلومة» حديث (70)، ومسلم في كتاب «صفة القيامة والجنة والنار» باب «الاقتصاد في الموعظة» حديث (2821)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .