إقامة الجمعة والجماعات في قاعة تهيئة لإقامة مسجد

فضيلة الشيخ العلامة نفعنا الله بعلمك وجزاك الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء؛ نحن مركز إسلامي في شيكاغو أُسِّس منذ سنة 1990، نقوم على تقديم العديد من النشاطات والخدمات؛ منها تعليمُ أبناء الجالية أمورَ دينهم، وتحفيظ القرآن الكريم، والعلاقات مع الكنائس والبلدية، وإصلاح ذات البين كذلك.
تم بعث العديد من الإخوة للدراسة في الأزهر في مصر، ثم رجوعهم لنشر الدعوة في أمريكا، بالإضافة لصلاة الجمعة والخمس صلوات التي تقام في المسجد، والعديد من النشاطات.
في السنوات الأخيرة قلَّ عدد حضور المصليين للمسجد بحُكم رحيل عدد كبير من الجالية؛ لتحسُّن مستواهم المادي من ناحية، ولتدهور المنطقة أمنيًّا واقتصاديًّا من ناحية.
فالسؤال:
في المرحلة الحالية نحن نبحثُ عن مكان لنقل المسجدِ إلى مكان تجمُّع جاليتنا، فهل يجوز صلاة الجُمَع والتراويح فقط والاستمرار بصلاة الجُمَع بعد رمضان في قاعةٍ عند تجمع الجالية؛ لنتواصل مع جاليتنا لخدمتها، حتى نجد مكانًا دائمًا؟
مع العلم بوجود مسجد آخر في المنطقة لكنه مُكتظ لرحيل جاليتنا في منطقته، فتصلى فيه الجمعة مرتين في نفس المكان على مدار السنة ومساحة موقفه للسيارات لا يتسع. أفتونا جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أعرف حرجًا في التخطيط المبكر لعمارةِ مسجد جديد في هذه المنطقة حيث انتقلت الجالية، وحيث يوجد سوادُها الأعظم، فإن اختيار أماكن إقامة المساجد إنما يدور مع المصلحة وجودًا وعدمًا.
ولا حرج أن تكون البداءة في ذلك باستئجار قاعةٍ تُقام فيها الجُمع وصلاة التراويح في رمضان، أو الجُمع وحدَها بعد رمضان، تمهيدًا للترسيم النهائي للمسجد بعد استكمال ما يلزم لإقامته من أسباب مادية وقانونية.
ولا ينبغي أن يُبنى مسجدان يضار أحدهما الآخر، ولكن مجرَّد تعدُّد المساجد للضرورة أو للحاجة لا حرَج فيه، فلم يزل على ذلك عملُ الأمة في مختلف الأعصار والأمصار، وما ذكرته من أن المسجد الأول القائم في هذه المنطقة لا يستوعب المصلين، وأن الجمعة تقام فيه مرتين، ولا يزال مكتظًّا، ولا تزال الحاجة قائمة- يسوغ إقامة هذا المسجد الجديد.
ولكن أحبُّ لكم أن تتواصلوا مع إخوانكم في هذا المسجد، وأن تُنسِّقوا معهم، وأن تطلبوا دعمَهم لكم، وأن تُشعروهم أنكم امتداد لهم، وأن عملكم تكملة لعملهم، وآملُ أن تأتمروا في ذلك بينكم بمعروف، وأن تتقوا الله وتصلحوا ذات بينكم. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend