هل تبطل صلاتي إذا أطلتُ الرُّكوع كي يلحقني أحدٌ يُريد أن أؤمَّه؟ ماذا لو ازددتُ خشوعًا بسبب وجود شخصٍ؟ وأنا أرفع رأسي من السُّجود سمعتُ نفسي أُكَبِّر بصوت يُشبه صوتًا لا أُحِبُّه فهل تبطل الصَّلاة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فلا حرج عليك في أن تُطيل في ركوعك قليلًا من أجل أن يُدركك مُصَلٍّ مسبوق، فإن هذا من جنس التَّعاون على البِرِّ والتَّقوى.
ولا يَنْبَغي لك أن تزيد في صلاتك لمُجرَّد نظر النَّاس إليك؛ فإن هذا من الرِّياء، والرِّياء من الشِّرك الأصغر، وهو محبطٌ لما دخل فيه من عمل، وفي الباب ما رُوي من قوله صلى الله عليه وسلم : «إِيَّاكُمْ وَشِرْكَ السَّرَائِرِ». قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟ قال: «يَقُومُ الرَّجُلُ فَيُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ جَاهِدًا لِـمَا يَرَى مِنْ نَظَرِ النَّاسِ إِلَيْهِ»(1).
ولا علاقة في الجملة لاستحسان الصَّوْت أو عدم استحسانه بصِحَّة الصَّلاة أو بطلانها، زادك اللهُ حِرْصًا وتَوْفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (2/67) حديث (937) من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه ، وحسنه الألباني في «صحيح الترهيب والترغيب» (31).