هل الصدقة الجارية يجب أن يَعمَلَها الإنسانُ قبلَ موته؟ وهل إذا أَعطيتُ مبلغًا مِن المال لأسرةٍ فقيرةٍ لترميم منزلهم، وهذا المبلغ على روح والدتي، يُعتَبَر صدقةً جاريةً لها، أم ماذا؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الصدقةَ الجارية قد يقوم بها الإنسان بنفسِه في حياته، وقد يقوم بها عنه بعضُ أرحامِه وأحبابه بعد موته، وخيرٌ للمرء أن يبادر في حياته إلى ذلك بنفسه، فإن مالَك ما قدَّمتَ، ومالَ وارثك ما أبقيت، وإن ابنَ آدم يقول: مالي مالي! وليس له مِن ماله إلا ما أكل فأفنى، أو لَبِسَ فأبلى، أو تصدق فأبقى! فقد أخرج مسلم في «صحيحه» قول النبي صلى الله عليه وسلم : «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي! مَالِي!» قال: «وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ»(1).
ويُرجى أن يكون ترميمُ منزلٍ لأسرةٍ بائسةٍ مِن جنسِ الصدقةِ الجاريةِ، وإن كان الغالبُ على الصدقةِ الجاريةِ أنها ما يعمُّ نفعُه للناس كافةً، لا ما يختص به واحدٌ منهم. والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الزهد والرقائق» حديث (2958) من حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه .