مُبارَكٌ عليكم شهر رمضان، وتقبَّل الله منا ومنكم الصيام والصلاة، وبعد:
1- هل يمكن تقسيم الزكاة بين شخصين أو أكثر حسب حاجاتهم؟
2- هل يُمكن دفع الزكاة إلى ابن عمٍّ لنا بالاشتراك بيني أنا وزوجي؛ ليدفع قسطًا لشراء منزل. صحيح أنه يعمل، لكنه ولكونه كبير العائلة كان دائمًا هو المسئول عن أسرته؛ لأن عمي لا يعمل، والآن بعدما زوَّج إخوته جميعًا يريد الاستقرار في بيتٍ له مع زوجته وابنه الوحيد، علمًا أن معاشه كله لا يكفي لسداد مصاريف العائلة بعدما زوَّج إخوته وسكنوا في البيت معه، وهم قد اعتادوا على كونه هو المسئول الرئيسي عن البيت؟
3- الآن نحن اشترينا منزلًا وندفع ثمنه بالتقسيط, هل يجوز أن ننقص قيمة القسط المتبقي دفعه قبل دفع الزكاة؟ بارك الله فيكم، وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في قسمة الزكاة بين شخصين، وتلك من مسائل النظر في تحقيق المناط، ومرد الأمر في ذلك إلى المصلحة، ولا حرج في دفع الزكاة إلى ابن العم من حيث المبدأ، فإن صدقتك على ذي القرابة صدقة وصلة، ولكن يبقى النظر في دفعها له لسداد قسط في شراء منزل؟! لا أعرف طبيعة المنطقة التي تتحدث منها؟ ولا أدري إذا كان من المعروف فيها أن يتملك الفقراء منازل أم أن الإيجار هو الذي يكاد يسع الناس جميعًا فقراءهم وأغنياءهم في أغلب المناطق في واقعنا المعاصر؟! هذه المسألة ترجع إلى نظرك.
على كل حال، فإن بذل الزكاة يكون بالمعروف بارك الله فيك، ولا تجوز المحاباة بالزكاة.
أما بالنسبة للبيوت التي تُشترى بالتقسيط فإن القسط الذي يحل قبل ميقات الزكاة سوف يدفع ويخصم بطبيعة الحال من وعاء الزكاة، أما القسط الذي لم يَحُلَّ بعدُ فأولى لك أن ترحله إلى العام الذي يليه، لتستقل كل سنة باستقطاعاتها من وعاء الزكاة. ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.