أعول أسرتي أربعة أفراد وزوجي الذي لا يعمل لظروفه الصِّحِّيَّة منذ عشرين سنة، وأعتمد على الراتب والقروض لدفع المصاريف والتَّعْليم، وقد انتقلتُ إلى عملٍ جديد وتمَّ دفع مستحقَّاتي الماليَّة عن العمل القديم، وأحرِص على حفظه لتغطية مصاريف المعيشة مستقبلًا وأي علاج محتمل لزوجي ومساعدة أولادي مستقبلًا عند التَّقاعد.
هل يجوز احتساب نِّيَّة الزكاة عن المبلغ وأدفعه لعائلتي؟ وهل يجوز تلقِّي زوجي وأولادي لزكاةٍ أو صدقة من غيري بدوني لأني أعمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه يجوز للمرأة أن تدفع الزَّكاة لزوجها إن كان من أهل الزَّكاة؛ لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاءت زينب امرأةُ ابن مسعودٍ رضي الله عنه فقالت: يا رسول الله، إنك أمرتَ اليوم بالصَّدَقة، وكان عندي حُلِيٌّ لي، فأردتُ أن أتصدَّق به، فزعم ابنُ مسعود أنه وولده أحقُّ مَن أتصدَّق به عليهم؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم : «صَدَق ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ»(1).
ولا حرج أن يتلقَّى زوجُها الفقير بعض أموال الزكوات سواء أكان ذلك منها أم من غيرها.
ونسأل اللهَ التَّوفيق للجميع وأن يمسح على زوجك بيمينه الشَّافية، وأن يجمع له بين الأجر والعافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) أخرجه البخاري في كتاب «الزكاة» باب «الزكاة على الأقارب» حديث (1462).