حول ما وجد من تماثيل ذهبية في الأرض

أسأل الله العلي القدير أن يرفع قدرك يا دكتور صلاح.
كيف يتصرف من وجد تمثالًا من الذهب أسفل منزله، هل يجوز له شرعًا أن يأخذه؟ وهل عليه شيء يخرجه لله من هذا التمثال؟ مع العلم أنه يستطيع صهره والاستفادة منه؟ وإذا وجد تماثيل ليست من الذهب وهي قيِّمة جدًّا هل يكسرها لأنها تماثيل أم يبيعها ويتصدق بثمنها أم له أن يأخذ ثمنها له؟ وكيف يكون التَّصرُّف الشَّرعي لمن وجد آنية وأكوابًا؟ برجاء الإجابة؛ لأني والله في حيرة من أمري وأريد أن أفعل ما يرضي الله {#emotions_dlg.azz}، ورضي الله عنكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن في الرِّكاز الخُمس في أظهر أقوال أهل العلم، لقوله صلى الله عليه وسلم : «وَفِي الرِّكَازِ الْـخُمْسُ»(1). والرِّكاز هو ما وجد في الأرض من دفائن الجاهلية، قال ابن قُدَامة في «المغني»: «الرِّكاز الذي يتعلق به وجوب الخُمس ما كان من دفن الجاهلية، هذا قول الحسن والشَّعْبي ومالك والشَّافعي وأبي ثور، ويعتبر ذلك بأن ترى عليه علاماتهم كأسماء ملوكهم وصورهم وصلبهم وصور أصنامهم ونحو ذلك. فإن كان عليه علامة الإسلام أو اسم النبي صلى الله عليه وسلم  أو أحد من خلفاء المسلمين أو والٍ لهم، أو آية من قرآن أو نحو ذلك فهو لقطة؛ لأنه ملك مسلم لم يعلم زواله عنه». انتهى(2).
وعلى هذا فاصهر هذا التمثال حتى لا تروج للتماثيل ببيعها، واستفد بمادته الذهبية، وأخرج منه الخُمس. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (2355)، ومسلم (1710).

(2) «المغني» (2/327).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 الزكاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend