هل يمكن أن يتم توزيع الزكاة في العطلة الأسبوعية قبل الموعد المنصوص عليه في الشريعة لوفرة عدد كبير من المتطوعين في هذا الوقت دون غيره؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل في صدقة الفطر هو إغناء الفقراء عن السؤال في هذا اليوم، فينبغي أن تصلهم بحيث يتحقق هذا المقصود، ولا يجوز تأخيرها عن الصلاة، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم  ببذلها قبل الخروج إلى الصلاة، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات(1).
وقد تكون قبل الصلاة مباشرة، أي ما بين صلاة الصبح إلى صلاة العيد(2)، وقد تكون ليلة العيد، وقد يتقدم إخراجها على العيد باليوم أو اليومين كما هو مروي عن ابن عمر(3)، وكما هو رأي جمهور الفقهاء، وقد يتقدم ذلك إلى نصف الشهر أو إلى أوله كما ذهبت إلى ذلك بعض المذاهب.
والأمر في تقديري مرتبط بتحقيق المقصود الشرعي من صدقة الفطر، وهو إغناء هؤلاء المحتاجين عن السؤال في هذا اليوم، ويكون أمر التقديم مرتبطًا بتحقيق هذا المقصود، والأمر في ذلك واسع. والله تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الزكاة» باب «زكاة الفطر» حديث (1609)، وابن ماجه في كتاب «الزكاة» باب «صدقة الفطر» حديث (1827) من حديث ابن عباس ب قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم  زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات»، وحسنه الألباني في «صحيح وضعيف سنن أبي داود» حديث (1609).

(2) جاء في «المدونة» من كتب المالكية (1/385): «قال: وأخبرني مالك قال: رأيت أهل العلم يستحبون أن يخرجوا صدقة الفطر إذا طلع الفجر من يوم الفطر من قبل أن يغدوا إلى المصلى».

(3) جاء في «المدونة» من كتب المالكية (1/385): «قال مالك: وأخبرني نافع أن ابن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة».