الصدقة على المحاويج من غير المسلمين

أعيش في بلدٍ عربيٍّ يوجد فيها فقراء غير مسلمين، هل يجوز عليهم الصَّدَقة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا حرج في الصَّدَقة على المحاويج من غير المسلمين ما داموا من المسالمين؛ فإن هذا من جملة البِرِّ والقسط الذي تعبَّدَنا اللهُ به في علاقاتنا بهم، قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8] وقال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة: 272]
روى ابن أبي حاتمٍ بإسناده: عن ابن عباس رضي الله عنه ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم  أنه كان يأمر بألا يُتصدَّق إلا على أهل الإسلام حتى نزلت هذه الآية: ﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾ [البقرة: 272] إلى آخرها، فأمر بالصَّدَقة بعدها على كلِّ من سألك من كلِّ دِينٍ(1).
وقد قال صلى الله عليه سلم: «فِي كُلِّ ذِي كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»(2).
وقد رأى عمر شيخًا يهوديًّا يتكفَّف الناس فأمر أن يُعال هو ونظراؤه من بيت المال وأن تُوضع عنه الجزية(3).
والأدلَّة في ذلك كثيرةٌ، ولكن لا يكون ذلك من الزَّكاة الواجبة؛ ففي حديث معاذٍ عندما أرسله إلى اليمن: «فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ»(4). والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) أخرجه ابن أبي حاتم كما ذكر ابن كثير في «تفسيره» (2/323).

(2) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «رحمة الناس والبهائم» حديث (6009)، ومسلم في كتاب «السلام» باب «فضل سقي البهائم المحترمة وإطعامها» حديث (2244) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

(3) ذكره المتقي الهندي في «كنز العمال» (4/213) حديث (11477).

(4) متفق عليه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 الزكاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend