لي أخٌ يَكبُرني بثلاث سنوات، مُتزوِّج ويعول، ولكنه كسول جدًّا في عمله؛ لذلك دائمًا ما يكون في ضائقة مالية، ويُعوِّض ذلك باعتماده على أمي وأخواتي الصغار بأن يقترضَ منهم المال ولو بالمشاكل معهم، التي نادرًا ما تُرَدُّ.
ولتفادي المشاكل أُسدِّد أنا ديونَه إلى أخواتي دون أن يعلم. هل هذه الأموال الـمُسدَّدة إلى أمي أو أخواتي يجوز أن تُخصَم من زكاة مالي؟ علمًا بأن لهم وظائف ومرتبًا شهريًّا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فما دام أخوك فيما ترى ليس من أهل الزكاة؛ لأنه كسولٌ جدًّا لا يُريد أن يعتمد على نفسه، ولو أراد ذلك لتمكَّن من إعالة نفسه، وما احتاج إلى أحدٍ، وما دامت أمُّك وأخواتك لَسْنَ من أهل الزكاة كذلك لِـمَا لهن وظائف تُوفِّر لهن حدَّ الكفاية، فلا أرى احتساب هذا المال من الزكاة، بل احتسبه من جملة صدقاتك العامة، وانْوِ به أيها الموفق صلةَ الرحم والبر بالوالدة والإحسان إليها.
وأرجو أن تجد عاقبة ذلك بإذن الله سعة في رزقك، وصلاحًا في ذريتك، وحسنًا في خاتمتك. والله تعالى أعلى وأعلم.