عيد مبارك سعيد، تقبل الله منا ومنكم.
سؤالي كالتالي، مند أن بدأت العمل إلى اليوم لم أُخرج فيها زكاة المال، هل أخرج زكاة المال على كل هذه الأعوام وكم نصابها؟ وشكرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما كان لك أن تؤخر الزكاة الواجبة طوال هذه المدة، غفر الله لك.
والحمد لله أن مدَّ لك في العمر حتى تستعتب وتتخلص من هذه التبعة.
والواجب الآن المبادرة إلى معرفة الواجب والمسارعة إلى إخراجه، واعلم أنه لا زكاة في مال حتى يبلغ نصابًا ويحول عليه الحول، ومقدار النصاب هو ما يساوي 85 جرامًا من الذهب أو 595 جرامًا من الفضة، فأيها أقل يحسب النصاب رعاية لمصالح الفقراء والمساكين.
فانظر إلى ما فاض لديك في السنوات الماضية في كل عام على حدة، واحسب زكاته وأخرجها، وما يعجزك الوصول فيه إلى اليقين فاعمل فيه بغلبة الظن؛ فإن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها(1)، وإن أمورك على الاحتياط، استبراءً لدينك، وخروجًا من التبعة، وطلبًا للسلامة.
ونسأل الله أن يقيل عثرتك، وأن يغفر زلتك. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) قال تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].