إخراج الزكاة على فقراء النصارى

لي صديق نصراني، ووقف بجواري كثيرًا في بداية حياتي، وعمل مواقف كثيرة طيبة معي، وقد توفاه الله الآن. هل لي أن أخرج من زكاة مالي لأطفاله أو أعطي أولاده مبلغًا من المال من غير زكاة المال؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فنحن أمة تُقدِّر النبل، وتُعلي من شأن الوفاء، وتقابل الإحسان بالإحسان، وترد التحية بأحسن منها(1)، وقد قال النبيُّ ﷺ في بداية غزوة بدر: «مَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بْنَ هِشَامٍ حَيًّا فَلَا يَقْتُلْهُ»(2)؛ لأن هذا الرجل رغم كونه قد جاء محاربًا مع المحاربين إلا أنه كان في مكة من أكف الناس أذًى عن النبي ﷺ، وكان ممن سعى مع فريق من نبلاء قريش لإلغاء الصحيفة الظالمة التي تواثق فيها المشركون على مقاطعة بني هاشم.
فلا حرج عليك أن تُحسِن إلى أولاد هذا الرجل، ولكن من الصدقات العامة وليس من زكاة المال؛ فإن لزكاة المال أحكامها الخاصة؛ حيث تؤخذ من أغنياء المؤمنين فترد إلى فقرائهم(3). والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) قال تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾ [النساء: 86]

(2) «دلائل النبوة» للبيهقي (3/140).

(3) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الزكاة» باب «وجوب الزكاة» حديث (1395)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام» حديث (19)، من حديث عبد الله بن عباس: أن رسول الله ﷺ قال لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: «أَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 الزكاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend