وقت ذبح الأضحية

من فضلك أريد معرفة وقت ذبح الأضحية والتأكد بالضبط؟ وشكرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
الأضحية عبادة مؤقتة لا تجزئ قبل وقتها على كل حال، ولا تجزئ بعده إلا على سبيل القضاء إذا أخرها لعذر.
وأول وقتها بعد صلاة العيد لمن يصلون كأهل البلدان، أو بعد قدرها من يوم العيد لمن لا يصلون كالمسافرين وأهل البادية، فمن ذبح قبل الصَّلاة فإنما هو لحم قدَّمه لأهله، وليست بأضحية، وينبغي له ذبح بدلها على صفتها بعد الصَّلاة؛ لما روى البُخاري عن البراء بن عازب ب أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «مَنْ نَحَرَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا هُوَ لَـحْمٌ قَدَّمَهُ لِأَهْلِهِ، لَيْسَ مِنَ النُّسُكِ فِي شَيْءٍ»(1).
وفيه عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وَأَصَابَ سُنَّةَ الْـمُسْلِمِينَ»(2).
وفيه أيضًا عن جُنْدب بن سفيان البَجَلي رضي الله عنه  قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُعِدْ مَكَانَهَا أُخْرَى»(3).
وينتهي وقت الأضحية بغروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فيكون الذبح في أربعة أيام: يوم العيد، واليوم الحادي عشر، واليوم الثَّاني عشر، واليوم الثالث عشر. وثلاث ليال: ليلة الحادي عشر، وليلة الثَّاني عشر، وليلة الثالث عشر؛ لقوله تعالى: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ [الحج: 28].
قال ابن عبَّاس رضي الله عنه : «الأيام المعلومات: يوم النحر، وثلاثة أيام بعده»(4).
والأفضل أن يُبادِرَ بالذَّبْح بعد صلاة العيد، كما كان يفعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (5)، ثم يكون أولُ ما يأكل يومَ العيد من أضحيَّتِه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «الخطبة بعد العيد» حديث (965)، ومسلم في كتاب «الأضاحي» باب «وقتها» حديث (1961).

(2) أخرجه البخاري في كتاب «الأضاحي» باب «سنة الأضحية» حديث (5546).

(3) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الأضاحي» باب «من ذبح قبل الصلاة أعاد» حديث (5562)، ومسلم في كتاب «الأضاحي» باب «وقتها» حديث (1960).

(4) أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (2/361) حديث (1895).

(5) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «سنة العيدين لأهل الإسلام» حديث (951)، ومسلم في كتاب «الأضاحي» باب «وقتها» حديث (1961)، من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: ««إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا»».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 المناسك

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend