سوف أذهب إلى العُمرة الأسبوع القادم، وتمَّ الحجز مع الشركة، وسوف يكون الذهاب إلى مكة بداية الدورة عندي، ولن تنقطع إلا بعد انتهاء المدة في مكة. فهل أطوف وأنا حائض وأنا هكذا؛ لأني أفعل عمرة بسبب العذر، فما هو التصرف الشرعي في مثل وضعي؟
بالله عليك يا دكتور صلاح سرعة الإجابة؛ لأني قلقة. بارك الله فيك ونسمع عنك كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الأصل أن تفعلَ الحائض كل شيء إلا الطواف بالبيت؛ فإن الطواف كالصلاة تُشترط له الطهارة، فمن فاجأتها الدورة أثناء الرحلة، وكانت مع رفقة يستحيل عليها مفارقتهم، واستحال التوفيق بين وقت الطهر وبرنامج الرحلة، فيمكنها أداء العمرة على الحال التي تكون عليها إعمالًا لقواعد الضرورة، ولكن لا أرى لك ذلك؛ لأنك تعرفين سلفًا هذه النازلة قبل أن تشرعي في السفر، وقبل أن تتلبسي بالإحرام، بالإضافة إلى ما سيؤدي إليه هذا الوضع من حرمانك من الصلاة بالكعبة ومن كثيرٍ من أبواب الخير بسبب هذا العارض.
فالرأي عندي وأنت لم تشرعي بعدُ في العمرة أن تجتهدي مع شركة السفريات لتأخير رحلتك إلى وقت مناسب، حتى لا تحرمي كل هذه الأبواب من الخير.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.