صحة الحج إذا اقترف بعده ذنب

قد أنعم الله علي بالحجِّ هذا العام بعد سلسلة كبيرة من المعاصي أعاذكم الله، وعزمت على بدايةٍ صحيحة، ولكن للأسف اقترفتُ ذنبًا كبيرًا أكاد أموت اختناقًا بعدما اقترفته.
فهل هذا يعني أن حجي لم يُقبل؟ وهل هناك علاقة بين اقتراف الذَّنب بعد الحج وصحة الحجِّ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فننصحك بتجديد التَّوبة وإحسان الظَّنِّ بربِّك، وألا تقنط من رحمته، ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 135].
فجدِّد العزمَ على النُّهوض من عثرتك، والتَّوبة من خطيئتك، ولا تزال أبوابُ ربِّك مفتوحةً قبل الحجِّ وبعده، ولا يزال العباد يخطئون باللَّيل والنَّهار ثم يَفِرُّون إلى ربِّهم فيجدون حنَّانًا منَّانًا توَّابًا رحيمًا.
قال تعالى: ﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾[الزمر: 53].
وقد جاء في الحديث القدسيِّ: «يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا؛ فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ»(1). أسألُ اللهَ أن يُقيل عثرتَك، وأن يَرُدَّك إليه ردًّا جميلًا، اللَّهُمَّ آمين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الظلم» حديث (2577) من حديث أبي ذر.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 المناسك

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend