بنت عمرها عشر سنوات، سألت: لماذا العقيقة شاة للبنت بينما الولد اثنتان؟! لأنها تقريبًا أحسَّت أن هذا ظلمٌ، فكيف نُوضِّح لها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فالواجب أن نُعلِّم أولادَنا من أسماء الله وصفاته ما يُوقنون معه بأن اللهَ تعالى هو الحكم العدل، وأنه هو البرُّ الرحيم، وهو الذي حرم الظُّلم على نفسه وجعله محرَّمًا بين عباده(1)، وأن أعماله لا تنفكُّ عن حكمته، وهذه الحكمة قد نُدركها في بعض الأمور وقد تغيب عنا في بعضها الآخر، وأن اللهَ جل وعلا قسم المواهب كما قسم الأرزاق، وقد أعطى لكلِّ مخلوق من مخلوقاته ما تستقيم به أمورُه في نفسه، وما يأتلف به مع مَن حوله.
إن المراة تحمل وتلد، والرجال لا يحملون ولا يلدون، وإن الرَّجُل يُجاهد ويتحمَّل مشاقَّ الكدح في طلب الرزق، والمرأة لا تُكلَّف بذلك، وإن الرجال يجب عليهم السَّعْيُ إلى الجُمَع والجماعات، والنِّساء لا يجب عليهم ذلك، وتمَّت كلمة ربِّك صدقًا وعدلًا: صدقًا في أخباره وعدلًا في أحكامه، وينبغي أن يقنع كلٌّ منا بما قسم الله له، فقد قال تعالى: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [النساء: 32]
وأما العقيقة فأمر التفضيل فيها تابعٌ لشرف الذَّكر، وما ميَّزه الله به على الأنثى، ولما كانت النعمة به على الوالد أتمَّ، والسرور والفرحة أكملَ، كان الشكران عليه أكثر، فإنه كلما كثرت النعمة كان شكرها أكثر. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) ففي الحديث الذي أخرجه مسلم في كتاب «البر والصله والآداب» باب «تحريم الظلم» حديث (4674) من حديث أبي ذر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله صلى الله عليه وسلم : «إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَّالَـمُوا».
