الحج عن مريض الزهايمر

أبي مريض بمرض الزهايمر في مراحله الأولى، يعني أنه لا ينسى كلَّ شيء، ولكنه يتوتر جدًّا في حال السفر وتغيير الأماكن، وأريد أن أحج عنه، فهل:
1- يجب وجوبًا قطعيًّا أن أسأله ويأذن لي؟ ولا أريده أن يعلم حتى لا يغضب ويُصر أن يحج وحده وفي ذلك خطر؟
2- هل يجب أن يحج من ماله؟ علمًا أنه يملك المال ولكن كيف لي في هذه الحال أن أقنعه ليعطيني المال؛ لأنه لن يقبل أن أحج عنه، وهل أستطيع أن أكذب عليه حتى آخذ المال منه بأن أقول له: إن هذا المال محتاج إليه أو أني سأحجزك في الحج؟ وفي حال رفضه إعطائي المال ماذا أفعل؟
الرجاء إجابتي عن كل سؤال حتى أكون مطمئنًّا، وجزاكم الله كل خير.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن كان هذا المرض مزمنًا لا يُرجى له بُرْؤ في عالم الأسباب المادية، وكان لا يمكن لوالدك أن يُسافر وحده مع وجود هذا المرض، وقرَّر ذلك الثقاتُ العدول من الأطباء، فعندئذٍ يحلُّ لك أن تحجَّ عنه إن كنت قد حججتَ عن نفسك أولًا.
ولا يلزم أن يكون الحجُّ من ماله، بل إن تنفَّلت فحججت عنه من مالك فالحجُّ صحيح، وتكون بهذا قد ازددت برًّا على برٍّ ونورًا على نور. والتماس الإذن منه يتوقف على حالته الطِّبِّية، فإن كان يعقل ما يدورُ حوله فاجتهد في التماس رضاه بذلك وإذنه فيه، لِأَنَّهَا عِبَادَةٌ تَدْخُلُهَا النِّيَابَةُ، فَلَمْ تَجُزْ إلَّا بِإِذْنِهِ، بخلاف الْـمَيِّتُ فَتَجُوزُ عَنْهُ بِغَيْرِ إذْنِهِ.
وإن كانت حالته لا تستوعب ذلك فلا يُشترط ذلك لشبَهِه بالميت من هذه الناحية. زادك الله برًّا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 المناسك

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend