التسويف والمماطلة في أداء فريضة الحج مع القدرة

جزاكم اللهُ عنا كل خير. سؤالي يتلخص في أنه: هل التسويف والمماطلة في أداء فريضة الحج مع القدرة والاستطاعة يعتبر صاحبها كافرًا؟
علما بأنَّ خطيب الجمعة اليوم ومِن على منبر الخطابة قال بالحرف الواحد: أقول مِن على منبري هذا والله على ما أقول شهيد: بأنَّ كل من يُسوِّف في أداء الفريضة وهو قادر على أدائها هو منكر للفريضة.
وقال أيضًا: إنَّ من يحجُّ للسُّمعة يغفر اللهُ له ولكن حجه لن يكون كالحج المبرور. فما صحة هذا الكلام؟ ونحن نعلم بأنَّ كل عمل لا يُبتغى به وجه الله الكريم مردودٌ على صاحبه؟ الرجاء توضيح هذا الأمر، وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أهل العلم قد اختلفوا: هل يجب الحج على الفور أم على التراخي؟ ولهم في ذلك قولان مشهوران، وإن كان أصحهما وجوبه على الفور للقادر على ذلك ببدنه وماله، ولكن هذا لا يعني تكفير المسوِّف أو التَّسوية بينه وبين المنكر، فهذا الذي لم أقرأه إلا في هذا الاستفتاء.
ولعل صاحب الفضيلة استغرقه الحماس أثناء الخطبة فأفلتت منه هذه العبارات على غير قصد منه، والرياء مُحبِط للعمل، فإن اليسير من الرياء شرك، ولعلك لم تُحسن النقل عن الشيخ.
وأيًّا كان الأمر فلا شكَّ في خطأ هذين الأمرين، فاستفصل من صاحب القول بهدوء، ولا تُثِر بسؤالك فتنةً ولا ضجيجًا ولا جلبة، واشتغل بما ينفعك. ونسألُ اللهَ لك الهدى والتقى. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 المناسك

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend