التسمية بالأسماء الـمُركَّبة

هل تجوز التسمية بالمركب مثل: غلام أحمد، غلام رسول؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا بأس بهذه التسمية ما لم يكن المقصود بكلمة غلام عبدًا؛ فإن التعبيد لا يكون إلا لله سواء في الأسماء أو في غيره، هذا وإن الأصل في الأسماء الإباحة ويحرم منها ما عبد لغير الله، أو ما تضمن منازعة للرب جل وعلا في صفاته كـ«ملك الأملاك» فإنه لا ملك إلا الله، كما يكره ما تضمن تزكية للنفس، كـ«برَّة» و«أفلح»، وما يتطير عند السؤال عنه وذكر أنه غائب.
وفي الباب بعض الأحاديث الصحيحة التي أخرجها مسلم وغيره نسوقها لتتميم الفائدة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ««لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحًا، وَلَا يَسَارًا، وَلَا أَفْلَحَ، وَلَا نَافِعًا»»(1).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ««أَحَبُّ الكَلَامِ إلى الله أربعٌ: سُبْحَان الله، والحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبر. لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ، وَلَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامَكَ يَسَارًا، وَلَا رَبَاحًا، وَلَا نَجِيحًا، وَلَا أَفْلَحَ.»..» (2).
عن ابن عمر رضي الله عنه  أن ابنة لعمر كانت يقال لها: عاصية، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم  جميلة(3).‏
عن ابن عباس ب قال: كانت جويرية اسمها برة، فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم  اسمها جويرية، وكان يكره أن يقال: خرج من عند برة(4).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه  أن زينب كان اسمها برة فقيل: تزكي نفسها. فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم  زينب(5).
وعن محمد بن عمرو بن عطاء رضي الله عنه  قال: سميت ابنتي برة فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  نهى عن هذا الاسم، وسميت برة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ، اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ البِرِّ مِنْكُم». فقالوا: بِم نسميها؟ قال: ««سَمُّوهَا زَيْنَبَ»»(6).
عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «إِنَّ أَخْنَعَ اسْمٍ عِنْدَ الله رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ»(7). وفي رواية: «لَا مَالِكَ إِلَّا اللهُ عز وجل »(8).
قال الأشعثي: قال سفيان: مثل شاهان شاه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ««أَغْيَظُ رَجُلٍ عَلَى الله يَوْمَ القِيَامَةِ، وَأَخْبَثُهُ وَأَغْيَظُهُ عَلَيْهِ، رَجُلٌ كَانَ يُسَمَّى مَلِكَ الْأَمْلَاكِ. لَا مَلِكَ إِلَّا اللهُ»»(9). والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الآداب» باب «كراهة التسمية بالأسماء القبيحة وبنافع ونحوه» حديث (2136) من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه .

(2) سبق تخريجه ونحوه» حديث (2137).

(3) أخرجه مسلم في كتاب «الآداب» باب «استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن وتغيير اسم برة إلى زينب وجويرية ونحوهما» حديث (2139).

(4) أخرجه مسلم في كتاب «الآداب» باب «استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن وتغيير اسم برة إلى زينب وجويرية ونحوهما» حديث (2140).

(5) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه» حديث (6192)، ومسلم في كتاب «الآداب» باب «استحباب تغيير الاسم القبيح إلى حسن وتغيير اسم برة إلى زينب وجويرية ونحوهما» حديث (2141).

(6) سبق تخريجه (2142).

(7) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الأدب» باب «أبغض الأسماء إلى الله» حديث (6205)، ومسلم في كتاب «الآداب» باب «تحريم التسمي بملك الأملاك وبملك الملوك» حديث (2143).

(8) التخريج السابق.

(9) التخريج السابق.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 المناسك

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend