بالنِّسْبة لعدم حلق الذقن والشعر والأظفار بالنِّسْبة للرجل الذي يضحي في العيد، هل ذلك ينطبق على المرأة أيضًا؟ مع العلم أنها تُضحِّي كل سنة من دون أخذ ذلك في الاعتبار. وهل لو قصت شعرها أو أزالت شعرًا عندها ينقص من ثواب الأضحية؟ أفادكم الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن النهي الوارد في السنة عن أخذ شيء من الشعر والأظفار لـمُرِيد الأضحية إذا دخلت العشر الأوائل من ذي الحجة إنما هو خاص بمُريد الأضحية، وهو رب البيت، ولا يتعدى ذلك إلى من سيضحي عنهم من زوجة وأولاد.
أما إذا كانت المرأة هي المضحية فإنه يتوجه إليها الخطاب كذلك بعدم الأخذ من الشعر والأظفار إذا دخلت العشر الأوائل من ذي الحجة، لعموم الخطاب الوارد في ذلك، ولأن الأصل أن النساء شقائق الرجال(1)، فيخاطبن بما يخاطب به الرجال من الأحكام إلا ما ورد الدليل بتخصيصه بالرجال. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) ففي الحديث الذي أخرجه أحمد في «مسنده» (6/256) حديث (26238)، وأبو داود في كتاب «الطهارة» باب «في الرجل يجد البلة في منامه» حديث (236)، والترمذي في كتاب «الطهارة» باب «ما جاء فيمن يستيقظ فيجد بللًا ولا يذكر احتلامًا» حديث (113)، من حديث عائشة ل، قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن الرجل يجدُ البلل ولا يذكر احتلامًا قال: «يَغْتَسِلُ». وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يجد البلل. قال: «لَا غُسْلَ عَلَيْهِ». فقالت أم سليم: المرأة ترى ذلك أعليها غسل؟ قال: «نَعَمْ إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ». وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» (2863).