لقد أصبحت الآن مسلمًا، فما هي واجباتي تجاه عائلتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
نحمد الله جل وعلا أن منَّ عليك بنعمة الإسلام ونسأله لك التوفيق والثبات، ونقول لك: يلزمك تجاه عائلتك أن تصل رحمهم، وأن تبرهم وتقسط إليهم، فقد قال تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].
وقال في الوالدين خاصة: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾ [لقمان: 15].
وقال ﷺ: «غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِـهَا»(1).
كما يلزمك أن تجتهد في دعوتهم إلى الإسلام لعل الله أن ينقذهم بك من النار، وقد رأينا حرص النبي ﷺ على دعوة ذوي رحمه إلى الإسلام، على الرغم مما كان من إصرار بعضهم وعدم استجابته.
من ذلك على سبيل المثال ما كان من دعوته لعمه أبي طالب إلى الإسلام، وإلحاحه عليه في ذلك حتى وهو على فراش الموت، ولكن لم تسبق له من الله السعادة، فمات على ملة عبد المطلب! والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «في قوله تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: 214]» حديث (204) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .