ما الفرق بين المشركين والكفار؟ وماذا يعني قولُ الله {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1] هل هم المسيحيون، أم اليهود، أم الذين لا يعترفون بوجود الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإنه يجمع الفريقين كونُهم ليسوا مسلمين، وكونُهم ليسوا من أهل النَّجاة في الآخرة، وأنهم جميعًا يشتركون في عبادة غير الله، وردِّ الحقِّ الذي جاء به رسولُ الله، أما قولُه تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1] فإنه كان في الأصل خطابًا للمشركين في مكة الذين عرضوا عليه أن يعبد إلههم عامًا ويعبدوا إلهه عامًا، فنزلت هذه الآية(1).
ووَصْف الكفر يشمل كلَّ مَن لم يَدِن بدين الإسلام، سواءٌ أكان من أهل الكتاب أم من غيرهم، ولكن يبقى أن المسالمين منهم لأهل الإسلام تُعصم دماؤهم وأموالهم وأعراضهم بما تُعصم به دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولهم البرُّ والقسط في التَّعامل؛ لقوله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾[الممتحنة: 8]، وإننا لا نحكم على مُعيَّنٍ منهم بالنَّار؛ لأننا لا ندري بِمَ يُختم له، ولا ندري عن كثيرٍ منهم هل بلغته الدَّعوة بلاغًا صحيحًا تقوم بمثله الحُجَّة أم لا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــ
(1) انظر «تفسير الطبري» (30/331).