هذه رسالة حب وشفقة أرسلها للمسلمين في كل مكان. لقد قال الله تعالى عن هذه الأمة إنها خير الأمم، هل تعرفون لماذا؟ لقوله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [آل عمران: 110]. يا أحبائي، الأمة لن تنتصر إلا إذا عظمت الله ووقَّرت ربها وعبدت رب السموات والأرض كما ينبغي. سبحان الله! قليل هم الذين يغارون على الله، يغار كل منا على أشيائه وممتلكاته، ولكن معظمنا لا يغار لله. بدليل: الجرائد والمجلات التي امتلأت بها القمامات تحمل اسم من؟ أليس من بين سطورها العزيز والحكيم والقوي والرحمن والرحيم. اسم الرحمن يمتهن في القمامات ونحن غافلون، بل أصبحت الجرائد سُفَرًا للطعام والشراب ويمسح بها الزجاجات. نعيد الفتوى مرات ومرات ولا ينتبه أحد، اسم الله يمتهن ونحن غافلون، ليس ذلك فقط؟ بل آيات القرآن تُداس وتُمتهن بالأقدام. فكيف تقوم لنا قائمة وما قدرنا الله حق قدره؟ وتذكروا قول الله تعالى: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67]، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾[الحشر: 18]، أي بما تعملون من خير وشر فإن الملائكة والسماء والأرض والليل والنهار يوم القيامة يشهدون على عمل ابن آدم من خير أو شر حتى إن جوارحه تشهد عليه فاحذروا عباد الله أن يشهد عليكم كل هؤلاء يوم القيامة بأنكم امتهنتم اسمًا من أسمائه أو صفة من صفاته في يوم من الأيام أو رميتم به في النفايات، بالله عليكم ماذا سنقول يومئذ للجبار؟ وتذكروا قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الحشر: 18]. قيل لبشرٍ الحافي: يا بشر، إن لَكَ اسمًا له هيبة مثل اسم الأنبياء، ما سِر هذا الاسم الذي يحمل كل هذه الهيبة؟ قال: كنت أسير في الطريق مرة من المرات، فإذا بورقة ملقاة على جانب الطريق، رفعتها فإذا مكتوب فيها «الرحمن» قلت اسم الرحمن ما يمتهن، فرفعتها وطويتها وطيبتها ووضعتها في جيبي، فجاءني آتٍ في منامي قال لي: رفعت اسمنا فرفعناك وطيبت اسمنا فطيبناك. بورقة رفعها من الأرض. انظروا في القمامات وحاويات النفايات. اسم الله يُمتهن في كل مكان. فاتقوا الله وعَظِّمُوه واقدروه حق قدره.
وصايا هامة جدًّا:
1- إذا رأيتم ورقة ملقاة على الأرض ارفعوها وتأكدوا أنها لا تحتوي على لفظ الجلالة.
2- لا تستخدموا الجرائد سُفَرًا للطعام ولمسح الزجاجات ولف الخضر ثم رميها في النفايات.
3- يوجد حاويات عند المساجد اجمعوا فيها الجرائد والمجلات والكتب المدرسية. وتذكروا قوله تعالى: ﴿يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ [محمد: 7]. فتعالوا بنا نغار على عظمة الله وحرمته ليغار الله على أمتنا فينصرنا. هل تعرفون حكم من أهان اسمًا من أسماء الله أو صفة من صفاته؟ إنه الكفر بالله نعوذ بالله من الكفر. هذه أمانة أحملكم إياها، نبهوا الناس لهذا الأمر المنتشر، ستسألون عنه يوم القيامة. نسأل الله العظيم أن يجعل كل مَن ساهم معنا في تنبيه الناس من هذا الذنب العظيم رفيق الرسول في أعلى جنات الخلد. احرصوا على نشرها في كل مكان لتنالوا رضا الرحمن.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
جزاكِ الله خيرًا على هذه الغيرة ونحن نضم صوتنا إليك وندعو الجميع إلى تعظيم كلمات الله عز وجل وتعظيم اسمه. مع ملاحظة أنه قد يكون من جنس التكليف بما لا يطاق مطالبة كل شخص بتتبع كل ورقة تقع عليها عينه على قارعة الطريق. ونسأل الله الهداية والتوفيق للجميع، والله تعالى أعلى وأعلم.