أمُّه كافرة يهودية، هل يجوز مودَّتها أم برُّها فقط؟ أمه كافرة يهودية مسالمة للمسلمين بل منصفة متعاطفة، بل وتبكي لما يصيب المسلمين في غزة، ولكنَّها متعصبة بشدة لا توصف لعقيدتها الكافرة اليهودية.
السُّؤال: هل المودة شيء والبر شيء آخر يعني هل البر غيرُ المودة؟ هل يجوز مودةُ هذه الأم؟ أم يجبُ عليه برُّها لا مودَّتها، وما وضع باقي أفراد العائلة. رجاء إيضاح هذا الأمر.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن لهذه الأمِّ الحق في البر والقسط الذي تعبَّدَنا الله به في التَّعامل مع المسالمين لأهل الإسلام من غير المسلمين بصفة عامة، ويتأكد هذا في حق الأم بصفة خاصة.
ولا حرج فيما يكون في قلبه نحوَها من محبة جِبِلِّيَّة أو ميل عاطفي غريزي، فهي أمه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ما يكون في قلوب الأبناء تجاهَ الآباء من ميل جبلي ومحبة غريزية فطرية.
وقد قال الله تعالى لنبيه ﷺ: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: 56].
ومثل هذا يُقال فيمن يتزوَّج بزوجة كتابية، فإنه لا يستطيع أن يدفع عن نفسه ما جعلَه الله في قلوب الزوجين من مودة ورحمة، فقد قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
ولكن المحظورَ هو المحبة على الدِّين أو النصرة عليه، وهذا لا يكون من مؤمن إلا إذا خلع رِبقة الإيمان من عنقه.
فهون عليك، وتعامل مع الموقف برفق، ونسألُ اللهَ أن يلهمك رشدك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.