يا شيخي الكريم، حفظك الله ورعاك، ما حكم سفر المرأة بدون محرم؟
علمًا بأنه سفر طويل، والعلة فيه تعجيلُ استخراج بعض الأوراق الرسمية التي تترتب عليها مصلحة في وقت لاحق.
أنا امرأة منتقبة في وطني، أرتديه لأبرئ نفسي؛ إن كان فرضًا فقد أديته وإن كان سنةً فبها ونعمت، أما الآن فقد ظهر احتياجي للسفر إلى شيكاغو، فبات محتمًا علي أن أحدد موقفي من حكمه الشرعي تحديدًا واضحًا، وليست عندي القدرة على النظر في أقوال العلماء والتمييز بينها في مسألة النقاب، فهل هو فرض أم سنة؟ وكيف تصنع المسلمة بنقابها في بلاد الغرب؟ هل تخلعه، أم تستعين بالله وتتمسك به؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فجزاك الله خيرًا يا بنيتي على غَيْرَتِك وحرصك، زادك الله إيمانًا وبصيرة.
ستر الوجه من مسائل النظر بين أهل العلم، والأقوال فيها تتفاوت بين قوي وضعيف، وراجح ومرجوح، وليست بين حق وباطل، وهدى وضلال.
والذي نراه أن ستر الوجه فضيلةٌ وليس فريضةً، وإذا تعرضت المسلمة المقيمة في الغرب إلى الحرج بسببه فلا تثريب عليها في كشفه.
أما سفر المرأة بغير محرم إذا لم يتيسر سفرها مع زوجها أو مع ذي رحم محرم فإنه يرخص فيه عند الضرورات أو الحاجات التي تنزل منزلتها إذا أمنت الفتنة والريبة، وكان ذلك مع رفقة مأمونة، وأذن في ذلك الزوج أو الولي، وقد صدر بذلك قرار مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا. والله تعالى أعلى وأعلم.