ســـــــــــؤال :
السَّلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُهُ
شيخـنــا الفـاضــل .. ما هو القول الراجح في ختان الرجل نفسه الذي اعتنق الاسلام؟
عندي أحد الاخوة من (Puerto Rico )حديث عهد؛ يريد ان يذهب إلى المستشفى ليُختتن، فسألني عن رأيي فيه، ماذا ترون؟أثابكم الله وبارك الله فيكم .
الجـــــــــــواب :
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:
❐فلا خلاف بين أهل العلم في مشروعية الختان بالنسبة للذكور، لحديث أَبي هُريرةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:
الفِطرةُ خَمسٌ، أَوْ خمْسٌ مِنَ الفِطرةِ: الخِتان، وَالاسْتِحْدَادُ، وَتقلِيمُ الأَظفَارِ، ونَتف الإِبِطِ، وقَصُّ الشَّارِبِ مُتفقٌ عَلَيْهِ.
❐ و قد اختتن إبراهيم -عليه السلام- ، وهو ابن ثمانين سنة، كما ثبت ذلك في حديث متفق عليه،
وقد اختلف الأئمة -رحمهم الله- في حكمه بعد اتفاقهم على مشروعيته، وتفاوتت أقوالهم في ذلك بين الوجوب والاستحباب.
والجمهور على وجوبه، والحنفية على انه سنة، والقول بالوجوب أظهر ، لأنه لو لم يكن واجبًا في حق الرجال؛ لما جاز كشف العورة للكبير؛ ليقوم به، ولما اختتن إبراهيم -عليه السلام- وهو ابن ثمانين سنة.
❐وأيا كان الأمر فينبغي لمن أسلم أن يفعله شريطة ألا يكون في ذلك ضرر عليه، فإن خشي ضررًا فلا يلزمه القيام به، ولا يضر ذلك بإسلامه إن شاء الله.
قال ابن قدامة:
(وإن أسلم الرجل، فخاف على نفسه من الختان، سقط عنه؛ لأن الغسل، والوضوء، وغيرهما يسقط إذا خاف على نفسه منه، فهذا أولى، وإن أمن على نفسه، لزمه فعله). انتهى.
❐وإن قدر أن الحديث عن الختان قد يكون فتنة له وسبباً لتنفيره من الإسلام، فلا يذكر ولا يبين له ذلك ويترك؛ لأن دخوله في الإسلام نعمة عظيمة ولو لم يختتن، فلا ينبغي أن يعرض له بشيء ينفره من الإسلام، لكن إذا حسن إسلامه ينظر بعد ذلك، إن تيسر ختانه بدون مشقة وبدون خطر، كان هذا أولى وأحوط.
وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم